المهنة "يوتيوبر"..!
الأربعاء- 28- 10- 2020
سألنى أحد الأصدقاء: ما رأيك فى مهنة "اليوتيوبر"؟
قلت:سمعت عنها، ولم أتابع أحدا منها، وليس لدىَّ وقت لذلك.
قال: هؤلاء مليونيرات يكسبون الملايين، ولا يدفعون أى ضرائب.
قلت: أنتم السبب.
قال: من نحن؟
قلت: كل من يشاهد هؤلاء، ويدفع من أمواله و"قوت" أولاده، فى سبيل استهلاك "الإنترنت"، ويتم تحويل جزء من هذه الفاتورة إلى حساب هؤلاء، بالإضافة إلى نسبة من الإعلانات.
قال: تخيل أحد هؤلاء اشترى قصرا، وأخرى اشترت مطعما ضخما، وثالثة افتتحت سلسلة محال لها، وهذا غير السيارات الفارهة والشقق.
قلت: هى قصة أقرب ما تكون إلى القصة القديمة (النصاب)، و(الطماع)، لكن بشكل مختلف، ومن الممكن أن نطلق على قصة "اليوتيوبر" "النصاب"، و"المغفل".
النصاب هو "اليوتيوبر" الذى يتاجر بأولاده، وتلك التى تتاجر بأعراضها، وتلك وكل شىء، من أجل كسب المشاهدات، وتحويل الدولارات،والمغفل هو كل من يشاهدهم، ويقوم بإضاعة وقته أمام تلك الفيديوهات التافهة، والمتخلفة، التى تنشر "التخلف" العقلى، "والتأخر "المجتمعى، و"التفكك" الأسرى، بالإضافة إلى استنزاف أمواله، ثم يصرخ بعد ذلك من ضيق المعيشة.
قال: هل أنت ضد استخدام شبكة الإنترنت.
قلت: إطلاقا، بل أستخدمها فى الكثير من الأحيان فى البحث، وجمع المعلومات، كما أستخدم كل وسائل التواصل الاجتماعى، فالإنترنت مثلها مثل أى وسيلة أخرى حَسَنُهُا حَسَنْ، وسيئها سيئ، وأنت صاحب القرار.
عبد المحسن سلامة